المشاركات

الثقة بالنفس أم الثقة بالله ؟

  منذ قليل كنت أقرأ كتابا عن الثقة بالنفس .. و كيف أن الإنسان يولد  و لديه  قدر من النزوع إلى الحصول على استحسان الآخرين ، و كيف أن هذا الشعور  يتزايد مع  مرور العمر  فيتحول الإنسان إلى أسير لرأي الناس فيه ..  أخذتني هذه الكلمات و هذا الموضوع  إلى فكرة  ربما تبدو  بعيدة عن الموضوع لكني أراها قريبة جدا .. ألا  و هي أن الأنبياء و أصحاب الرسالات جميعهم تعرضوا للأذى و الاستهجان و السخرية ممن حولهم و من الفئة المستهدفة بالدعوة إلى الله .. بل و أحيانا يسخرون من صاحب الدعوة  لأمر فطري طبيعي شذوا هم عنه مثل قوم لوط على سبيل المثال .. فيصبح الخطأ هو القاعدة الصحيحة  و يصبح الالتزام  بالسنن الكونية و الفطرة السليمة هو الخطأ .. حتى يحار اللبيب و تهتز النفس و تهتز قواعد  القيم الإنسانية السليمة  لدى البشر  .. و كأن الله تعالى أراد أن يختبر صدق العزيمة  و الإيمان لدى أصحاب الرسالات .. ذلك أن حب النفس لكلمات الاستحسان و الإطراء و التقدير  أمر عظيم يستحوذ على النفس البشرية و يجعلها دوما ساعية لهذا الاستحسان و إعلاء الهوى حتى لو على حساب القيم  و المبادئ .. و العكس صحيح .. فإن كلمات الاستهزاء و السخر

حينما يعطل الخوف من الناس مسيرة حياتنا

صورة
 حينما يعطل الخوف من الناس  مسيرة حياتنا  في سن المراهقة ، نبدأ في إدراك ما يفكر فيه الآخرون . فهناك شيئًا "مناسبًا" يجب علينا أن نرتديه ، أو نقوله ، أو نفعله . و  هناك أشياء لا يجب علينا القيام بها - أشياء يمكن أن تكون محرجة أو تفقدنا الأصدقاء . هذا ما يمكن أن يؤدي إلى القلق  الاجتماعي .  فكرة أن الناس قد يولون اهتمامًا خاصًا لما تفعله تجعل الكثير من الأطفال تجعلهم قلقين . إذ يشعر بعضهم بالقلق لدرجة أنهم  يصابون بشيء يسمى اضطراب القلق الاجتماعي ، والذي يتم تشخيصه عندما تقلق كثيرًا حول كيفية نظرة الآخرين تجاهك بحيث تتوقف عن فعل الأشياء التي تحتاجها (وتريد) القيام بها خوفًا من إحراج نفسك ..يبدأ معظم الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب في ملاحظة هذا القلق عندما تتراوح أعمارهم بين 8 و 15 عامًا . و عادةً ما يكون الأطفال قادرين على إخفاء اضطراب القلق الاجتماعي .. فلا يلاحظ آباؤهم ومعلموهم أن هناك شيئًا ما خطأ ، خاصة وأن الأطفال غالباً ما يشعرون بالخجل تجاه أشياء لا يبدو أن الآخرين يشعرون بالضيق منها . و في معهد " تشايلد مايند " سمعنا من الكثير من الشبا

شايلوك يحكم العالم .. الحلقة الثامنة

صورة
الرقص مع الذئاب «كلهم ذهبوا ليتراقصوا». هكذا قال أحد المذيعين معلقًا على  تقرير  يتحدث عن رقصة « العرضة»  التي شارك فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الملك سلمان عاهل السعودية ومن معـه، لكن الغريب في التعليق أنه صدر عن إحدى الفضائيات التي تعد واحدة من الأدوات الإعلامية للنظام المصري الذي كان مشاركًا بقوة في هذا  الجمع العالمي  الذي أقيم في الرياض بحضور ملوك ورؤساء أكثر من خمسين دولة حضروا جميعًا تلبية لدعوة ترامب الذي ترأس ما يـسمى بالقمة الإسلامية الأمريكية في بلاد الحرمين الشريفين والتي كانت أول زياراته الخارجية بعد تنصيبه! ولا أدري هل مر هذا التعليق بسلام أم لا؟ أم أنه مُرر بتصريح أمني مسبق؟ على كل حال، أيًا كان الأمر فإن تعليق المذيع لم يبعد كثيرًا عن الواقع. إذ إنه على مدى تاريخ هذه المنطقة تراقص الكثير والكثير من الساعين إليها طمعًا وتربصًا وعلى مدى سنوات طويلة أيضًا هي عمر النظام الملكي لآل سعود استخدمت رقصة العرضة استخدامًا سياسيًا لتشير بوضوح إلى تحالفاته السياسية، وبعد أن كانت تؤدى في الماضي إعلانًا للحرب أصبحت الآن تؤدى إشهارًا للحماية والتبعية، لذلك تعد الخطوات ا

إنهم أناس يتطهرون

صورة
جلست منذ عدة أيام أتأمل فى بعض المناقشات التى شارك بها بعض المثقفين المصريين فى أكثر من برنامج تليفزيونى .. ففى برنامج كان يناقش وضع السينما المصرية و تقييم للأفلام التى تم عرضها فى دور العرض السينمائى خلال الموسم الصيفى المنصرم .. إنبرى أكثر من ناقد فى الحديث بتهكم عن لفظ " سينما نظيفة " و كيف أن تلك الجملة التى أستحدثت فى السنوات الأخيرة هى نوع من الردة و التراجع الثقافى و أن من يتفق مع هذا اللفظ إنما هو شخص لا يجب التعامل مع مجال السينما من أساسه لأن " الفن " و الإنتاج الإبداعى بصفة عامة ليس له شأن بمسألة " العيب " أو " الحرام " فالفن " ليس عليه حرج " فى نظرهم و فى سبيل الثقافة و الإبداع كل شيىء مباح .. و كل شيىء قابل للنقاش و العرض أخذت أتأمل فى هذا النقاش و أتساءل هل هذا هو الفن حقا .. و هل إذا كان هناك شخص مثلى يحب السينما و يهتم بها و يسعى لمشاهدة أفلام راقية على مستوى جيد .. لكنه فى نفس الوقت لا يقبل تلك المشاهد الساخنة التى زادت خلال الفترة الأخيرة .. هل يضعه هذا الإتجاه فى درجة أقل من ال

صدقة جارية

صورة
------------------------------ شعب مصر شعب متدين بفطرته .. وهو من أجل دينه يفعل ما لا يفعله فى حياته اليومية ،كل الأمور تصبح ذات أهمية لديه إذا جاءت مغلفة بكلمات تحث على الوعى الدينى و الإلتزام بشرع الله .. ولكن للأسف قد تأتى بعض هذه الأمور فى كثير من الأحيان قى إطار المظهر أكثر منها فى الجوهر والمضمون .. بالرغم من كون ديننا الحنيف والأديان السماوية بشكل عام تحض على مكارم الأخلاق فى مجملها ، ومكارم الأخلاق لم تنحصر فى القيام بالعبادات و أدائها فقط وإنما أيضا فى كل ما يتعلق بالتعامل البشرى اليومى على كافة المستويات.. حتى وإن كان ذلك الأمر يتعلق بالجمال والذوق الرفيع .. فالإسلام لا ينكر أبدا التذوق الجمالى والتناسق والنظافة والشكل الجميل بدءا من ملبسنا " خذوا زينتكم عند كل مسجد " إلى كل ما يحيط بنا وكم هى رائعة ومبدعة الفنون التى إزدهرت فى العصور الإسلاميةالمختلفة والتى إستوحت